سلسلة مقالات
ماذا بعد كورونا ج 5
بقلم: شهرزاد جويلي
تحدثنا في مقالي السابق عن أنانية الإنسان وقت
الأزمة - كوفيد 19- ففي وقت الشدة يظهر معدن
الإنسان، ولكن ما حدث هو العكس فقد ظهر قلة
أصل الإنسان، ليس كل الناس ولكن كثيرا من اكتشف
الناس ممن حوله على حقيقته، حتى المدير الذي تعمل
تحت رئاسته، والمؤسسات والشركات وأصحاب الأعمال
الخاصة والعامة؛ بعضهم ظهر على حقيقته فهناك مدارس
قامت بالتخلي عن المعلمين كي يوفروا الأموال من رواتبهم،
وبعض الشركات تخلت عن موظفيها بحجة عدم وجود عمل
مثل شركات سياحة وسفر وكل ما يتعامل مع جمهور مباشر،
وللأسف تخلوا عن العاملين لديهم دون أدنى مسؤولية منهم أو
شعور ومسؤولية بأنهم يدمرونهم نفسيا قبل أن يكون ماديا،
يدمرونهم معنويا وهم في أحوج الوقت لهم: نعم هم من يحتاجون
لهم أكثر من أي وقت مضى، تعلمون الصدقة التي نخرجها والزكاة
الواجبة علينا سنويا، لماذا فرضها الله علينا؟!
لماذا يجب أن نخرج الزكاة سنويا والصدقة كلما استطعنا ذلك؟
لقد فرضها الله علينا كزكاة واجبة وأمرنا بالصدقة وليست فرضا،
كي تطهرنا نفسيا وروحانيا وأيضا ماديا، فصف لي حالتك عند
إخراج الزكاة وعندما تعطي صدقة لفقير محتاج، إنك تحمد الله
وقتها وتشعر بالسعادة والراحة أنك أسعدت غيرك هو في حاجة
للمساعدة تفرح عندما تقوم بعمل خير مع غيرك، أتراك تشعر
براحة بعد أن تخرج الصدقة أو الزكاة، إنها تطهر نقودك، تطهر أموالك،
تطهرنفسك، تطهر روحك، تطهر قلبك، لاتجعلك تتكبر أو تغتر بنفسك
تطهرنفسك، تطهر روحك، تطهر قلبك، لاتجعلك تتكبر أو تغتر بنفسك
فكم من غني ومالك مال يصبح في ثوان قليلة فقير، فمابالك لو
كان صاحب المال يملكه ولكنه غير قادر على الشعور بالراحة
والسعادة والاطمئنان والرضا؟؟!!
ومابالك لو كانت المؤسسة تقوم بشكر الموظفين وهي تقيلهم
ولاتهتم بمشاعرهم وحالتهم النفسية ولا بظروفهم الأسرية، هل
السن هو المقياس للتخلص من الموظف الكفء؟؟؟
هل السن هو السبب للتخلي عن موظف ماهر ومخلص؟؟؟
ومابالك لو كانت المؤسسة تقوم بشكر الموظفين وهي تقيلهم
ولاتهتم بمشاعرهم وحالتهم النفسية ولا بظروفهم الأسرية، هل
السن هو المقياس للتخلص من الموظف الكفء؟؟؟
هل السن هو السبب للتخلي عن موظف ماهر ومخلص؟؟؟
أتراك علمت الآن أن صاحب العمل الذي أقال موظفينه في أزمة
كورونا هذي أتراه سيكون مرتاحا بعدها؟!
أشك في ذلك فكم من عمل ينجح لأن صاحبه يراعي موظفينه ويهتم
بهم وبأسرهم كما يهتم ويراعيهم كما يراعي أهل بيته.
لقد كانت أزمة كورونا أكبر ذريعة لبعض أصحاب أعمال كي يتخلوا
عن موظفيهم وخاصة ممن قاربوا على سن المعاش، فقد تخلوا عنهم
مع الأسف وبسرعة الصاروخ وتناسوا أنهم بذلك يتخلون عن البركة
التي كانت تحيط بهم بسبب هؤلاء الموظفين الذين أخلصوا لهم طوال
سنوات عملهم معهم، لم يفكروا بالتخلي عنهم وهم في سن الشباب، بل
كبروا معهم وفي مؤسستهم مثلما هم كبروا ولكن الإنسان ينسى
أو يتناسى أو كما سبق وقلت يتحجج بكورونا، سوف نتكلم عن أزمة
التقاعد في حديث طويل فيما بعد، ولكن مع الأسف هذا ما عانى منه
أشخاص بذلوا في عملهم وكان الاعتذار عن تكملتهم المشوار مع المؤسسة
والذريعة كوفيد 19! آه يا كورونا كم إقالة تتم وترتكب باسمك!!
كذلك لجأت بعض المؤسسات الشهيرة والتي كانت قد أعلنت عن تعيينات
ووظائف قبل الجائحة ولكونهم يحملون اسماء شهيرة قاموا بتعيين الموظفين
ليقيلوهم في اليوم التالي من التعيين؟! فهل هذا يجوز ؟
هل هذا من مبادئ الرحمة؟
هل هذه من مبادئ الإنسانية؟!
صحيح نسيت أن الإنسان ينسى
تحياتي
ولنكمل في المرة القادمة