الحديث عن الشباب صعب جداً... لماذا؟؟؟
لأنه لايعرف هو ذاته ماذا يريد...
لا يعرف كيف يخطط
لمستقبله... لايعرف كيف يبدأ...
يريد شباب هذا الجيل كل شيء وبسرعة الصاروخ... لا
لايكفي سرعة الصاروخ بل بسرعة البرق... أو لنقل بسرعة الفيمتوثانية...
تناسى أننا لانملك العصا السحرية لكي نلبّي لهم
مايريدونه... سألت شابة عما تريده من أهلها... فردّت عليّ: أن يلبّوا لي كافة طلباتي...
والله؟؟؟ كافة طلباتي أترانا نملك العصا السحرية كي نفعل ذلك... ومن أين... وبسؤالي
لشاب هو أيضاً عما يريده من أهله: أجاب سيارة... وليتها سيارة مستعملة بل سيارة
حديثة ويفضل "لامبرجيني"... ربما والده سلطان بروناي
شبابنا مابالك تريد الدنيا كلها في غمضة عين تسير كيفما
شئت... أما تعلم أن طريق الألف ميل يبدأ بخطوة... انظر لأهلك كيف بدأوا... كيف
كافحوا... وكيف تعبوا في بداية طريقهم في الكفاح مع الحياة... فهم ليسوا كما تراهم
الآن
انظر لشباب غيرك... ليس لديهم ماهو لديك... اشكر ربك احمده بر بوالديك فهما يكدّان من أجلك
عذراً...فلست أهاجمك بل على العكس... أنا متعاطفة
معك... لماذا؟؟؟ لأنك تعيش في عصر مغرٍ بكل مافيه من أنواع المغريات؛ مأكل وملبس
ومستهلكات ومهلكات ووسائل ترفيه وتغريب... أجل تغريب...
شبابنا... تغريب عن واقعك... تغريب عن مشاكلك ومشاكل
غيرك... تغريب عن أوجاع وطنك العربي... ومايكاد له من مكائد... وتقسيم على وشك
الحدوث –إن لم يكن حدث في بعض البلاد العربية بالفعل- ستقول ليس لنا دخل فيما
يحدث... فأقول لك شبابنا: على العكس أنت أيها الشاب أول من سيعاني مما سيحدث في
وطنك العربي... ستقول لادخل لي وسأرحل عن وطني...
سأرد عليك: مهما رحلت ومهما بعدت
ومهما أقمت في بلاد... واندمجت داخل بلدان... ستظل مغترباً وستظل وحيداً وستظل
حزيناً... مهما ابتسمت ومهما ضحكت ومهما تناسيت... أتدري لماذا؟؟؟ لأن وطنك سيظل
بداخلك... وذكرياتك ستظل تغمرك... ودارك التي عشت فيها سنوات صباك... وأهلك
وأقاربك وأصحابك... وهواء وطنك ونسماته العليلة وزرقة سمائه ومياهه ستظل تطاردك...
أم تراك أيها الشاب ستنسى كل مافات وتصاب بفقدان للذاكرة...
أفق أيها الشاب والشابة... ولاتحمّلا أهليكم مافوق طاقتهم...
ولتعرف ماذا تريد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق