الأحد، 27 ديسمبر 2015

لسنا ملائكة

فن الاعتذار


لا أحد فينا معصوم من الخطأ
فكل ابن آدم خطاء.. وخير الخطائين التوابون
فلو أراد الله لجعل الأرض جنة بلا أخطاء... لجعلنا ملائكة
ولكن الملائكة أبدا لاتنزل الأرض

وكلمة آسف لاتستغرق منك سوى ثوان
ولكنها تحمل معنى كبير بالنسبة لمن أخطأت في حقه
ولاتظن بأنك لو اعتذرت عما فعلته ستجعل الآخرين "يركبونك"
أجل فهناك أشخاص يظنون ذلك..
ربما لأنهم تعاملوا مع أشخاص.. خطأ.. أشخاص لايقدروا معنى الاعتذار
تعاملوا مع أشخاص استهزؤوا منهم بعدما اعتذروا لهم... فأصيبوا بخيبة أمل
أحبطتهم.. ألم أقل لكم أنهم "ركبوهم"

لهذا هناك أناس يخشون الاعتذار
ويعتبرونه دليل على الضعف والخنوع والخضوع والتنازل
لهذا عليك أن تعرف مع من تتعامل.. فليست أصابعك مثل بعضها
ومن يتعامل مع شخص يستهزئ منه ليس كما يتعامل مع شخص يحترمه ويقدره
هؤلاء الأشخاص المفتقدين لثقافة وفن الاعتذار يرفضون الاعتذار
ويتجاهلونه.. ولايدرون انهم بذلك يخسرون أناسا يحترمونهم..
أناسا قد لايتكررون في حياتهم مرة أخرى
وحتى إن تكرروا فيكفيك أن تلتقي بهم ذات يوم بعد مرور أعوام كثيرة
لتجد أن عدم اعتذارك لهم.. لم ينسونه



والاعتذار ليس فقط مع الناس.. بل هناك اعتذارك لنفسك
فإن أخطأت في حقها.. عليك بالاعتذار لها
أجل.. تعتذر لها وتحايلها وتراضيها.. كي تراضيك وتصالحك
فما أصعب أن تكون نفسك غاضبة منك... فعندها لن تهنأ في حياتك
ولن ترتاح.. ولن تغمض لك عين

واعلم أنه أبدا لن يطلب منك أحد أن تعتذر له
ولكن أعمل بمبدأ: عامل الناس.. كما تحب أن يعاملك الناس

ولأبدأ بنفسي لأعتذر إن كنت قد ضايقتكم بمقالتي هذي
ولأعتذر لكل من قلت له كلمة ضايقته.. دون أن أدري

فحقيقة.. حقيقة.. نحن لسنا ملائكة
فالملائكة موجودون.. فقط... في السماء




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق